اللعب بالحيوانات!
أسعدني جداً، الحكم الصادر بحق مواطن في مكة المكرمة قام بتعذيب كلب بربطه وسحله، حيث صدر بحقه عقوبة تقتضي دفع غرامة مقدارها ثلاثون ألف ريال، بالإضافة إلى التشهير به بالنشر في صحيفتين رسميتين على حسابه. هذا كلّه يؤكد تفعيل القوانين الخاصة بحقوق الحيوان التي أقرتها المملكة والتي تسعى من خلالها إلى رفع درجة الوعي بالتعامل الإنساني والأخلاقي مع الحيوانات.
في الحقيقة حدثت كثير من التغييرات بعد صدور هذا النظام والتي لمستها بنفسي، حيث وجدت بعض محلات الحيوانات قد أوقفت بيعها وشراءها كونها لا تعتبر ممتلكات خاصة، كما أنه لا يجوز المتاجرة بها، وأن من يرغب بتربية حيوان فعليه أن يتبناه لا أن يشتريه. وأتمنى أن تضاف إلى بنود قوانين الرفق بالحيوان هذا الأمر حيث ما زالت المتاجرة بالحيوانات قائمة!
كل هذه الأنظمة ساهمت في تشكيل الوعي الحقوقي بالحيوان، لأن الجهل بها ينتج عنه احتقارها ومن ثَمّ إيذاؤها بقصد أو دون قصد، دون النظر إلى حقها في الحياة التي خُلقت لأجلها، وتغيير نظرة بعض البشر إلى أن تربية الحيوانات هي نوع من أنواع الترف أو تقليد للغرب، وهذه النظرة هي من الأسباب الرئيسية في وجود مشكلة في العلاقة ما بين الإنسان والحيوان، وتناقض تماماً كافة النصوص الدينية التي رفعت من شأن الحيوان وحثت على حسن معاملته، والإشكالية الأكبر عندما تكون هذه الفئة من الناس تردد هذه النصوص وتحفظها لكنها لا تعمل بها!.
نقلا عن "الجزيرة"
لا يوجد تعليقات